اسليدرالتقارير والتحقيقات

حوار للتاريخ

احجز مساحتك الاعلانية

حفلت معارك اكتوبر 1973 ببطولات وتضحيات لا حصر لها،ومن الأبطال الذين ضربوا أروع الأمثلة في الوطنية والبطولة ومهارة القتال إبن الشرقية وابن مصر البطل محمد عبد العاطي الذي ألتقينا به بمنزله الكائن في منيا القمح وكان معه هذا الحوار ..
حوار :
إبراهيم خليل إبراهيم
تعيد نشره : هالة محمود
محمد عبد العاطي عطية شرف،من مواليد الخامس عشر من شهر ديسمبرعام 1950 بقرية شيبة قش مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية .

جاء اسم قريتي من الحاج شيبة الذي بنى في هذا المكان- مكان القرية – كوخا من القش ليتمكن من الإقامة والإعاشة فيه وهو أول فرد أسس هذا الكوخ الصغير ومع مرور الأيام قلده الناس وأصبحت المنازل تبنى بالطوب اللبن ومنزل بجوار منزل صنع قرية شيبة قش .

ترتيبي في الأسرة الأخير فأخي الأكبر هو الحاج عبد الحميد وكان موظفا بشركة القاهرة للبترول وهو حاليا بالمعاش ثم أخي عطية ولي من البنات أختي حميدة و أختي فاطمة .

توفى والدي في شهر يناير عام 1960 .

ألتحقت بمدرسة القرية الإبتدائية وحصلت على الشهادة الإبتدائية ثم ألتحقت بالمدرسة الإعدادية بمنيا القمح وحصلت على الشهادة الإعدادية بمجموع 83% ثم حصلت على دبلوم المدارس الثانوية الزراعية عام 1969 بمجموع 74% وكان هذا المجموع يؤهلني للإلتحاق بكلية الزراعة أو المعهد العالي الزراعي أو المعهد العالي للتعاون الزراعي بشبرا الخيمة و لكن لظروف عائلية لم أستكمل تعليمي ولكنني لم أتوقف حتي شاء الله تعالي وحصلت على بكالوريوس الزراعة في عام 1980 .

تأثرت بأسرتي وتعلمت منها الإعتماد على النفس والقوة في الآداء وأخذ الحق بعدالة دونما طمع أو ظلم أو التجني على الآخرين وأن أكون سباقا للخير و العمل العام وتعلمت أيضا إنكار الذات وإتقان العمل وخدمة الآخرين .

إلتحقت بالخدمة العسكرية في الخامس والعشرين من شهر نوفمبر عام 1969 وكنت ضمن أفراد المدفعية للمضادة للدبابات،وكنت على درجة عالية من الكفاءة ففي السادس من شهر أبريل عام 1971 وبعد إحدى تدريبات المدفعية الصاروخية تمت ترقيتي إلى درجة (رقيب أول مجند) من قبل الفريق محمد أحمد صادق رئيس أركان حرب القوات المسلحة وكنت بفضل الله أكفأ ضارب للصواريخ .

كان عمري عند بداية حرب السادس من أكتوبر عام 1973 هو 22 سنة و 9 شهور و 21 يوم .

منذ الطفولة وأنا أعشق التصويب على أهداف مختلفة وكنت مع أصدقاء الطفولة نقف علي مسافة معينة من إحدى الأشجار ونقوم بالتصويب عليها بقطع الطوب،وفي الذكرى السنوية والتي تقام للشيخ جودة عيسى بمنيا القمح كنت أمارس مع زملائي وأصداقائي هواية الرماية بالبندقية الرش على عربة البمب وكنت متفوقا فى هذه الهواية وسريع الإصابة للهدف

نعم كانت لى هوايات أخرى فكنت أمارس سباقات الجرى والسباحة وكرة القدم وأحرز فريقنا فريق شيبة قش نتائج كبيرة فى البطولات والمسابقات التى كانت تقام على مستوى المراكز والمحافظات المجاورة لمحافظة الشرقية

عندما ذهبت إلى التجنيد كانت المرة الأولى التى أبتعد فيها عن المنزل لمدة غير محددة ووقتها طلبت منى أمى الإنتباه وتحكيم العقل فى تصرفاتى والتحلى بالصبر والطاعة

طبعا لم أنس أول ترقية لى فى القوات المسلحة وكانت فى فبراير عام 1970 فقد رقيت إلى درجة (عريف) ضمن مجموعة من الموجهين نظرا للإجادة فى التدريب والإستيعاب الممتاز للسلاح المستخدم

أول شىء فعلته بعد علمى بحرب السادس من أكتوبر 1973 هو أخذ حمام بارد ثم ارتديت الزى العسكر وشعرت اننى ذاهب إلى حفل عرس .

لاأنس هذا المشهد فعندما عبرنا هتفت الله اكبر الله اكبر ولله الحمد وكان بداخلى شعور من السعادة لايوصف ولم أشعر بمثله من قبل ومن الزملاء من أحتضن رمال سيناء وقبلها ومنهم من أخذ حفنات من الرمال ونثرها على رأسه وجسمه.

وقت المعركة لم أفكر فى أى شىء سوى مصر وبفضل الله تعالى وبمساعدة الزملاء تمكنت من تدمير 23 دبابة و 3 عربات مجنزرة من القوات الإسرائيلية وهذا العمل أحتسبه عند الله تعالى وجعله فى ميزان حسناتى .. وكان شعورى عندما وفقنى الله ودمرت أول دبابة إسرائيلية لايوصف من السعادة والفرح .

من المدرعات التى تعاملت معها مقدمة اللواء 190 مدرع الإسرائيلى وكان قائده عساف ياجورى وكان هذا اللواء هو أحد إحتياطات العدو وأرسل لصد الهجوم ولكنه وجد نفسه فى مازق فإذا به فى مصيدة رجال الفرقة الثانية بقيادة العميد البطل حسن أبو سعده وتم أسر عساف ياجورى ومن معه.

من الأغنيات التى كانت تهزنا أثناء المعارك :
بسم الله الله اكبر ..
وخلى السلاح صاحى ..
ورايحين شايلين فى أيدنا سلاح ..
وعاش اللى قال للرجال عدوا القناة
وكانت المعايشة مع بعضنا البعض جنودا وقادة .. الكل فى بوتقة واحدة وكنا على درجة عالية من الرجولة والوطنية .

القطاع الأوسط شهد أكبر معارك الدبابات فى التاريخ وكان مقبرة للقوات الإسرائيلية٠

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى